أما آن لهذا الظلم أن ينتهي؟
نعيش هذه الأيام فصلا جديدا من فصول الحملة العدوانية المخزنية المفتوحة على جماعة العدل والإحسان منذ ما يقارب الأربع سنوات. وقد بلغ عدد ضحايا هذه الحملة المسعورة إلى حدود اليوم 6481 من بينهم 1026 امرأة، في حين وصل عدد المتابعين أمام المحاكم 1268 من بينهم 73 سيدة، واللائحة تتزايد باستمرار، هذا فضلا عن الغرامات المالية الباهظة، والممارسات الطائشة، والمضايقات المتواصلة لكل من تثبت في حقه "جريمة الانتماء" إلى جماعة العدل والإحسان.
ترى ما هي الدوافع وراء هذا السُّعار الذي لا يتوقف إلا ليبدأ، ولا يخمد إلا ليشتعل أواره من جديد؟ وما الذي يفسر هذه النوبات الجنونية وما يرافقها من انتهاك صارخ لحرمة البيوت وترويع الآمنين وإهدار للكرامة الآدمية؟ وما الذي يبرر هذه الممارسات الرعناء التي تستهدف العدل والإحسان وفي خرق سافر للدين والقانون وحتى لبعض الأعراف النبيلة المقررة لدى المجتمع المغربي؟ وكيف تسكت كثير من وسائل الإعلام وبعض الهيئات الحقوقية والمنظمات المدافعة حسب ما يقال عن المرأة والطفل عن هذه الاعتداءات الفجة والانتهاكات الصارخة لأبسط حقوق الإنسان والتي لم يسلم من لظاها حتى بعض الأطفال القاصرين؟ وما الذي يبرر هذا العناد ليكون للنساء في هذا "العهد الميمون" نصيب معتبر من هذا العدوان الذي لم يتجرأ عليه أحد من قبل وحتى في زمان ما يسمى بسنوات الرصاص؟
أهو الرغبة في تمييز العهد الجديد عن القديم وتأكيد التفوق النوعي في الظلم والاعتداء على نحو ما قال الشاعر وإن في سياق وبمعنى مغاير:
وإني وإن كنت الأخير زمانُهلآت بما لم تستطعه الأوائل
أم أن مهندسي هذه الحملة يريدون أن يصرفوا الأنظار عن الفشل المتراكم والإفلاس المتزايد في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها. أم تراهم يريدون أن يبيضوا وجه نظام كالح ما فتئت التقارير الدولية تصدر تباعا لتؤكد الفساد الرهيب الذي ينخر في دواليب الدولة والتردي الفظيع للأوضاع الاجتماعية، والتراجع المهول على كافة الأصعدة؟ أم تراهم يريدون أن يسجلوا انتصارات وهمية على جماعة رفضت الانصياع للجور الجاثم على صدر هذا البلد المسكين منذ قرون؟ أم يريدون أن يسترجعوا هيبة ضاعت وذهبت أدراج الرياح مع الوعي المتزايد لدى شرائح واسعة من أبناء هذا الوطن؟ أم تراهم يريدون أن يثبتوا لأوليائهم جدارتهم في حماية مصالحهم وعمالتهم المتمثلة في إبعاد كل ما يظن أنه يهدد مخططات الاستتباع والذيلية ويوقف النزيف المستمر لثروات البلد المادية والبشرية؟
أيا ما كانت الدوافع، فرب ضارة نافعة. فلعل لهذا العدوان الغاشم الذي تتعرض له جماعة العدل والإحسان فوائد ومكاسب لا يستهان بها. ومنها أن يتأكد لأبناء هذا الشعب الكريم أن الجماعة لا تزال كما عهدوها رافضة لحكم الجور، متمسكة بموقفها المبدئي من مؤسسات الزور، وعصية على التدجين والترويض، مزايلة للعبث السياسي الذي سخر منه القاصي والداني، وماضية في الأمر بالمعروف وإنكار المنكر، محتسبة لله عز وجل، قاسم الجبارين وناصر المستضعفين، ما يصيبها في هذه السبيل من أذى ومكروه.
ومن فوائد هذه الحملة أيضا أنها تفضح حقيقة الشعارات المرفوعة، وتؤكد زيف دعاوي دولة الحق والقانون وحرية التنظيم والتعبير والمسار الديمقراطي الذي انخرط فيه المغرب وقطع فيه، حسب زعمهم، أشواطا تؤهله ليكون مثالا يحتذى، وغير ذلك من الأكاذيب التي لم تعد تنطلي على أحد.
ومن فوائدها أيضا أن يزداد إدراك من يستخدمون لتنفيذ هذه الممارسات الجائرة، بأنهم يقومون بالمهمة الخطإ، ويحملون على أعمال عبثية لا معنى لها، وأنهم عوض السهر على حماية الوطن والمواطن، وتعقب قضايا الفساد والارتشاء والاختلاس التي أزكمت رائحتها الأنوف، والتصدي للإجرام الذي يتوسع مداه بشكل رهيب، يتم استنفارهم لتعقب مجالس ذكر الله وقيام الليل وتلاوة القرآن وللقيام بعمليات لا مسوغ لها لا من قانون ولا شرع ولا عقل ولا منطق.
وهناك فوائد أخرى لا يتسع المجال للحديث عنها. لكن الفائدة الأهم في تقديري هي أن هذه الحملة وما يصاحبها وما يتبعها تؤكد، إن كان الأمر لا يزال يحتاج إلى تأكيد، صواب الموقف الذي عبرت عنه جماعة العدل والإحسان ومنذ البدء وهو أن علة العلل وأم المصائب وأبوها يكمن في نظام الحكم، وأنه لا حرمة لأحد في ظل دولة الاستبداد، ولا أمن ولا ديمقراطية حقيقية ولا تنمية ولا إصلاح ولا تغيير يرجى طالما بقي النظام بصيغته الحالية يحتكر السلطة والثروة معا، ويمنع الأمة من التعبير عن إرادتها واحترام اختيارها الحر في من يمثلها ويحكمها.
لذلك نقول، وبكل ثقة واطمئنان، لإخواننا وأخواتنا ولمن يسمع ما قال عز وجل في الآية الكريمة: ﴿ وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم﴾ . ونقول أيضا ونؤكد بنفس الثقة فيمن له الحول والطول جل وعلا والاطمئنان لمن يخطط ويدبر ويأمر بهذه الاعتداءات، وهذا الترهيب للعدل والإحسان ومن خلالها للشعب المغربي، إنكم لستم بأول من ظلم واعتدى ولا بآخر من يحصد جزاء وفاقا ما كسبت يداه من الخزي وسوء المآل. واقرؤوا إن شئتم، أو إن استطعتم، قول الله عز وجل: ﴿ ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات، وما كانوا ليومنوا، كذلك نجزي القوم المجرمين﴾ . وقوله عز وجل: ﴿ ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون﴾ .
والحمد لله رب العالمين.
نعيش هذه الأيام فصلا جديدا من فصول الحملة العدوانية المخزنية المفتوحة على جماعة العدل والإحسان منذ ما يقارب الأربع سنوات. وقد بلغ عدد ضحايا هذه الحملة المسعورة إلى حدود اليوم 6481 من بينهم 1026 امرأة، في حين وصل عدد المتابعين أمام المحاكم 1268 من بينهم 73 سيدة، واللائحة تتزايد باستمرار، هذا فضلا عن الغرامات المالية الباهظة، والممارسات الطائشة، والمضايقات المتواصلة لكل من تثبت في حقه "جريمة الانتماء" إلى جماعة العدل والإحسان.
ترى ما هي الدوافع وراء هذا السُّعار الذي لا يتوقف إلا ليبدأ، ولا يخمد إلا ليشتعل أواره من جديد؟ وما الذي يفسر هذه النوبات الجنونية وما يرافقها من انتهاك صارخ لحرمة البيوت وترويع الآمنين وإهدار للكرامة الآدمية؟ وما الذي يبرر هذه الممارسات الرعناء التي تستهدف العدل والإحسان وفي خرق سافر للدين والقانون وحتى لبعض الأعراف النبيلة المقررة لدى المجتمع المغربي؟ وكيف تسكت كثير من وسائل الإعلام وبعض الهيئات الحقوقية والمنظمات المدافعة حسب ما يقال عن المرأة والطفل عن هذه الاعتداءات الفجة والانتهاكات الصارخة لأبسط حقوق الإنسان والتي لم يسلم من لظاها حتى بعض الأطفال القاصرين؟ وما الذي يبرر هذا العناد ليكون للنساء في هذا "العهد الميمون" نصيب معتبر من هذا العدوان الذي لم يتجرأ عليه أحد من قبل وحتى في زمان ما يسمى بسنوات الرصاص؟
أهو الرغبة في تمييز العهد الجديد عن القديم وتأكيد التفوق النوعي في الظلم والاعتداء على نحو ما قال الشاعر وإن في سياق وبمعنى مغاير:
وإني وإن كنت الأخير زمانُهلآت بما لم تستطعه الأوائل
أم أن مهندسي هذه الحملة يريدون أن يصرفوا الأنظار عن الفشل المتراكم والإفلاس المتزايد في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وغيرها. أم تراهم يريدون أن يبيضوا وجه نظام كالح ما فتئت التقارير الدولية تصدر تباعا لتؤكد الفساد الرهيب الذي ينخر في دواليب الدولة والتردي الفظيع للأوضاع الاجتماعية، والتراجع المهول على كافة الأصعدة؟ أم تراهم يريدون أن يسجلوا انتصارات وهمية على جماعة رفضت الانصياع للجور الجاثم على صدر هذا البلد المسكين منذ قرون؟ أم يريدون أن يسترجعوا هيبة ضاعت وذهبت أدراج الرياح مع الوعي المتزايد لدى شرائح واسعة من أبناء هذا الوطن؟ أم تراهم يريدون أن يثبتوا لأوليائهم جدارتهم في حماية مصالحهم وعمالتهم المتمثلة في إبعاد كل ما يظن أنه يهدد مخططات الاستتباع والذيلية ويوقف النزيف المستمر لثروات البلد المادية والبشرية؟
أيا ما كانت الدوافع، فرب ضارة نافعة. فلعل لهذا العدوان الغاشم الذي تتعرض له جماعة العدل والإحسان فوائد ومكاسب لا يستهان بها. ومنها أن يتأكد لأبناء هذا الشعب الكريم أن الجماعة لا تزال كما عهدوها رافضة لحكم الجور، متمسكة بموقفها المبدئي من مؤسسات الزور، وعصية على التدجين والترويض، مزايلة للعبث السياسي الذي سخر منه القاصي والداني، وماضية في الأمر بالمعروف وإنكار المنكر، محتسبة لله عز وجل، قاسم الجبارين وناصر المستضعفين، ما يصيبها في هذه السبيل من أذى ومكروه.
ومن فوائد هذه الحملة أيضا أنها تفضح حقيقة الشعارات المرفوعة، وتؤكد زيف دعاوي دولة الحق والقانون وحرية التنظيم والتعبير والمسار الديمقراطي الذي انخرط فيه المغرب وقطع فيه، حسب زعمهم، أشواطا تؤهله ليكون مثالا يحتذى، وغير ذلك من الأكاذيب التي لم تعد تنطلي على أحد.
ومن فوائدها أيضا أن يزداد إدراك من يستخدمون لتنفيذ هذه الممارسات الجائرة، بأنهم يقومون بالمهمة الخطإ، ويحملون على أعمال عبثية لا معنى لها، وأنهم عوض السهر على حماية الوطن والمواطن، وتعقب قضايا الفساد والارتشاء والاختلاس التي أزكمت رائحتها الأنوف، والتصدي للإجرام الذي يتوسع مداه بشكل رهيب، يتم استنفارهم لتعقب مجالس ذكر الله وقيام الليل وتلاوة القرآن وللقيام بعمليات لا مسوغ لها لا من قانون ولا شرع ولا عقل ولا منطق.
وهناك فوائد أخرى لا يتسع المجال للحديث عنها. لكن الفائدة الأهم في تقديري هي أن هذه الحملة وما يصاحبها وما يتبعها تؤكد، إن كان الأمر لا يزال يحتاج إلى تأكيد، صواب الموقف الذي عبرت عنه جماعة العدل والإحسان ومنذ البدء وهو أن علة العلل وأم المصائب وأبوها يكمن في نظام الحكم، وأنه لا حرمة لأحد في ظل دولة الاستبداد، ولا أمن ولا ديمقراطية حقيقية ولا تنمية ولا إصلاح ولا تغيير يرجى طالما بقي النظام بصيغته الحالية يحتكر السلطة والثروة معا، ويمنع الأمة من التعبير عن إرادتها واحترام اختيارها الحر في من يمثلها ويحكمها.
لذلك نقول، وبكل ثقة واطمئنان، لإخواننا وأخواتنا ولمن يسمع ما قال عز وجل في الآية الكريمة: ﴿ وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم﴾ . ونقول أيضا ونؤكد بنفس الثقة فيمن له الحول والطول جل وعلا والاطمئنان لمن يخطط ويدبر ويأمر بهذه الاعتداءات، وهذا الترهيب للعدل والإحسان ومن خلالها للشعب المغربي، إنكم لستم بأول من ظلم واعتدى ولا بآخر من يحصد جزاء وفاقا ما كسبت يداه من الخزي وسوء المآل. واقرؤوا إن شئتم، أو إن استطعتم، قول الله عز وجل: ﴿ ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات، وما كانوا ليومنوا، كذلك نجزي القوم المجرمين﴾ . وقوله عز وجل: ﴿ ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين، ونمكن لهم في الأرض ونري فرعون وهامان وجنودهما منهم ما كانوا يحذرون﴾ .
والحمد لله رب العالمين.